كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



واستدلوا لما أشار إليه سيبويه بأنه إذا جيء بضمير الظرف مع قصد الظرفية جر بالحرف على الأصل فيه، لأن الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها، يقول ابن بابشاذ: "ومتى كنيت عن ظرف الزمان والمكان، وأنت تريد الظرفية، أعدت فيه ذكر الجار لأنه ليس في المضمر دلالة على الظرفية فلذلك تقول: قمت فيه، وأنت تعني زمانا، وقمت فيه وأنت تعني مكانا خلفا أو أماما، لأن المضمر يرد الأشياء إلى أصولها" (1)، ويقول ابن عصفور: "والضمائر ترد الأشياء إلى أصولها... فلذلك لم يصل الفعل إلى ضميرها (أي الظروف) إلا بفي" (2) وقرره ابن أبي الربيع بأن "العرب أسقطت حرف الجر منه، إذا كان ظاهرا، فإن كان مضمرا استعمل بحرف الجر على الأصل، لأن المضمر قد يرد الأشياء إلى أصله" (3).
ولما كان الظرف عند هذا الفريق مقدرا بفي حتى قال ياسين: "قال ابن هشام: لا أعرف خلافا في أن الظرف على تقدير في أو تضمينها لا على تقدير أو تضمين غيرها" (4) ووجدوا بعض الظروف لا تقدر بفي، بل بمن، ووجدوا كذلك قول سيبويه " ولكن الكلام حذف" (5) إنما هو في تقدير من، أجابوا عن ذلك (6) بأن من الداخلة على الظروف غير المتصرفة كعند ولدن أكثرها بمعنى في، نحو: جئت من قبلك، ومن بعدك، ومن عند زيد، ومن أين لك هذا؟ ومن أمامه، ومن لدنه، فصارت من مثل في فجاز أن تضمر في الظروف إضمار في.
وقيل: من الداخلة على الظروف غير المتصرفة زائدة (7).
- - - - - - - - - -
(1) شرح المقدمة المحسبة: 2 /308.
(2) شرح الجمل: 1 /339. وينظر: 1 /447.
(3) البسيط: 1 /477.
(4) حاشية ياسين على الألفية: 1 /270.
(5) كتاب سيبويه: 1 /417.
(6) ينظر: شرح الكافية: 2 /18، 3 /288، وحاشية الصبان: 2 /132، ومعاني النحو: 2 /618- 620.
(7) ينظر: المساعد: 2 /251، وشرح التصريح: 1 /342.